صلاح الدين تجيني: صوت أدبي جزائري يمزج الخيال بالفلسفة

يبرز اسم صلاح الدين تجيني في المشهد الأدبي الجزائري كواحد من الأصوات السردية الشابة التي تحمل مشروعا أدبيا معاصرا يقوم على مزج الخيال العلمي بالفلسفة والتأملات النفسية.
ولد صلاح الدين في ربيع 1993 وتكون أكادميا في مجال القانون حيث تحصل على ليسانس حقوق 2017 وماستر في قانون الأعمال سنة2019 من جامعة عمار ثليجي بالأغواط لكنه اختار الحبر والكتابة ليتوجه إلى الأدب عبر أعماله المتنوعة.
كتابات صلاح الدين تجيني
تُعرف كتاباته بتقاطعها بين الرؤية الشعرية والرمزية الوجودية، متكئًا على لغة غنية بالإيحاءات وتشبيهات مستمدة من التجربة الإنسانية العميقة في روايته "الخنس" (2023) التي تأهلت إلى القائمة الطويلة لجائزة محمد ديب يوظف الفيزياء النظرية ونظرية الأوتار ليطرح تساؤلات كونية عن الزمن والمعرفة والهوية في نص يتجاوز التصنيفات التقليدية للنوع الأدبي.
أما روايته الثانية "السبطانة" (2024) فتنتمي إلى الأدب النفسي حيث يستعرض فيها انكسارات الإنسان وتصدعات الذات من الداخل بأسلوب تأملي يلامس القارئ في أعمق مستوياته.
إلى جانب الرواية كتب صلاح الدين للمسرح وبرزت أعماله الرمزية مثل "جلمود من دم" ونصه المونودرامي "الصّرخة" الذي توّج بجائزة مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما 2025 كما نال مكانته بين نخبة الكتاب الشباب عبر وصوله إلى القائمة القصيرة لجائزة خزام للقصة القصيرة 2024، كما لديه كذلك نصوص مسرحية وقصص قصيرة في أدب الأطفال مما يُرسّخ مكانته ككاتب يتقن اللعب على حواف السرد وفجوات المعنى.
صلاح الدين تجيني هو ابن الأدب المغاربي الجديد لكنه لا ينحصر في محليته بل يسعى لتجاوز الحدود كاتبًا عن الذاكرة، والهوية، والمنفى الداخلي، ومستكشفًا العلاقات المعقدة بين الإنسان والعالم من حوله، كتاباته تتجه نحو القارئ الباحث عن أدب يُحاور العلم ويُراوغ اللغة ويُزعزع يقينيات الواقع.
بفضل حضوره الأدبي المتصاعد ونصوصه التي تشدّ القارئ إلى أسئلة الوجود الكبرى يُعدّ صلاح الدين تجيني اليوم من الأسماء الواعدة في الساحة الأدبية الجزائرية والعربية ومن الأقلام التي تستحق المتابعة والتأمل.