فرحة TV
الثلاثاء 3 يونيو 2025 04:12 مـ 6 ذو الحجة 1446 هـ
فرحة TV
رئيس مجلس الادارةوليد أبو عقيلرئيس التحريرسيد عبد النبي

الكاتب أنطونيوس عطية.. ”الكلمة بين الكتابة والتجسيد”

الكاتب أنطونيوس عطية
الكاتب أنطونيوس عطية

في الهامش الهادئ من صخب العالم، تنبت أحيانًا أصوات شابة لا تبحث عن المجد، بل عن المعنى، من هناك خرج أنطونيوس عطية، كاتب مصري شاب من مواليد الفيوم عام 2004، يدرس الحقوق بجامعة القاهرة، لكنه منح قلبه مبكرًا للكلمة، لا يكتب ليُظهر، بل ليكشف، لا ليعلو، بل ليغوص.

بدأ بنشر قصصه ومقالاته الأدبية على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تسللت كلماته تدريجيًا إلى المجلات الثقافية، دون ضجيج يمتاز أسلوبه بنفَس تأملي عميق، يمزج بين الفلسفة والوجدان، بين المشهدية اليومية والتجريد الروحي، كأن كل نص عنده محاولة لفهم ما لا يُفهم، ولرؤية ما لا يُرىى.

أصدر اول أعماله الأدبية وهي المجموعة القصصية "كواليس" عن دار ميثاق للنشر و التوزيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2024 ، هي مجموعة تحتفي بما هو خلفي، بما لا يُقال في العلن، قصصها القصيرة مشحونة حسب قوله من هدوء الكواليس وغموضها.

ثم أصدر عن نفس الدار مجموعته الثانية "على حافة المدينة" في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2025 ، كانت بالنسبة له أكثر نضجًا، تسبح قصصه في تخوم العزلة وتقترب من أطراف المدن كما تقترب من حواف النفس، لم يُكتب ليُعجب أحد، بل ليقول شيئًا عن ذلك الشعور الذي يمرّ بنا جميعًا "أن نكون في العالم، لا داخله تمامًا ولا خارجه تمامًا".

ثم لم تكن رحلته الأدبية بلا صدى، فقد نال تقديرًا من عدد من المسابقات الثقافية منها أنه حاز المركز الأول في مسابقة اليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر المجيد عام 2023 المركز الأول في احتفالات عيد الأم وتكريم الأم الفلسطينية في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عام 2024.

المركز الرابع في مسابقة أدبية أجرتها مجلة "أيامنا"، بمشاركة عدد كبير من كبار الأدباء عام 2025 غير أن أنطونيوس لم يتوقف عند الجوائز، بل ظل يكتب بالهدوء نفسه وبالقلق نفسه ؛ بعيدًا عن الورق، له خطوات ثابتة الحب متأرجحة الفعل على خشبة المسرح كمخرج وممثل، حيث يحاول أن يمنح الجسد ما تمنحه الكلمة من عمق، كأن الكتابة عنده ليست فعلًا فرديًا، بل تمرينًا على أن تكون قريبًا من النفس.

وكان المسرح هو ذلك التمرين على أن يكون قريبا من الجسد و مصغي له حتى في صمته ؛ في سنّه المبكرة، لا يدّعي أن لديه كل الإجابات، لكنه يجيد طرح الأسئلة، بتواضع من يعرف أن الطريق أطول مما يبدو، أنطونيوس عطية هو ذلك الصوت الخافت الذي لا يُقاطع العالم، بل يستمع إليه، ثم يكتب.

يقول أنطونيوس عطية "لا أكتب كي أشرح العالم، بل كي أتحمله. كي أضع يدي على كتف العابر الغريب، وأقول له: أنا أيضًا شعرت بهذا".

موضوعات متعلقة