سحر حسب الله عبد: كاتبة تبحث عن المعنى في برية الحرف

الكاتبة سحر حسب الله عبد، اسم برز بقوة في خريطة الأدب العربي الحديث وهي كاتبة عراقية مولودة عام 1991 وما يميزها أنها لا تكتب بالحبر، بل بما يشبه الحنين المتجذّر والخسارات المضيئة والصراعات المؤجلة بين الواقع والمجاز.
تنوّعت إصدارات الكاتبة سحر حسب الله عبد، بين الرواية والشعر والمقالة، غير أنها حافظت على نَفَس واحدٍ لا تخطئه البصيرة: البحث عن الهوية في زمن الاضطراب، والكتابة كفعل وجوديّ لا مجرد ممارسة أدبية.
في الرواية، بدأت بخطوات جريئة؛ من “علي بابا والأربعين حراميًّا”، إلى “مرارة العسل” و“أحببت سلفيًّا” وهي الرواية التي حصدت جائزة أفضل رواية عربية في بغداد ودار ببلومانيا، مرورًا بروايات ذات طابع رمزي تاريخي مثل “عندما زارنا الفرعون الأخير” و“رابعة العدوية في تبريز” في سردها، تظهر المرأة بصفتها كائنًا يتحدى، يعاني، ويعيد إنتاج المعنى وسط نيران العادات والانكسارات.
أما الشعر، فقد كان رئةً ثانية تكتب بها سحر الغياب والتمرد والوجد وتترك للقارئ متعة التورط في جماليات اللغة، ديوانها “سحرائيل” نال جائزة أفضل ديوان حديث في ستوكهولم 2023 وسبقه “كل من عليها خان” و“تمائم صوفية”، ثم “نهوند وحمقى القصيدة”، ودواوين أخرى اتسمت بلغة كثيفة، متوهجة، وصوفية أحيانًا، مثل “عليَّ تصوّفت قبل ألف عام”.
في موازاة الإنتاج الإبداعي، كتبت كتبًا فكرية ونقدية عن بلاغة المعنى والهوية وعن العلاقة الجدلية بين اللغة والأمن القومي، مؤكدة بذلك أن الكاتبة الحقيقية لا تنفصل عن قضايا عصرها، بل تلاحقها بالحبر والسؤال.
نشرت نصوصها ومقالاتها في مجلات عربية ودولية، مثل الطريق، الرافد، أدب ونقد والفيصل وشاركت في معارض الكتب الكبرى من بغداد إلى القاهرة ودبي وأربيل.
الكاتبة سحر حسب الله عبد ليست فقط تكتب، بل هي “ساردة مقاومة” — تقاوم النمط وتقاوم النسيان وتكتب لتُبقي الأثر حيًّا، ربما تشبه قصائدها تمائم تُخبَّأ تحت الوسائد، لكنّها في حقيقتها أدوات تفكيك للعالم، ومحاولة دائمة لالتقاط ما يفلت منّا.