العنف الأسري خطر صامت يهدد استقرار المجتمع

يُعد العنف الأسري من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد كيان الأسرة وتُضعف ترابطها، فهو ليس مجرد سلوك عدواني لحظة غضب، بل مرض اجتماعي يترك آثارًا نفسية وجسدية عميقة على ضحاياه، خاصة الأطفال والنساء.
العنف الأسري يشمل كل أنواع الإيذاء الجسدي أو النفسي أو اللفظي أو الجنسي الذي يُمارَس داخل الأسرة بين أحد أفرادها، سواء من الزوج تجاه زوجته، أو من الآباء تجاه الأبناء، أو حتى بين الإخوة. ويُعد أخطر أشكاله العنف الصامت، كالإهمال العاطفي أو التحقير المستمر، الذي يترك جروحًا لا تُرى ولكنها تقتل الروح ببطء.
أسباب العنف الأسري
تتعدد أسباب هذه الظاهرة، ومن أبرزها:
1. الجهل وضعف الوعي الديني، إذ يبرر بعض الأشخاص سلوكهم العدواني بسلطة الأب أو الزوج دون فهم لمبادئ الرحمة والتفاهم التي دعا إليها الدين.
2. الضغوط الاقتصادية التي تولّد التوتر والعصبية، فيفرغ البعض غضبهم في أسرهم.
3. التربية الخاطئة التي نشأ فيها المعتدي على العنف، فيكرر ما شاهده في طفولته.
4. الإدمان والمشكلات النفسية التي تفقد الشخص قدرته على السيطرة على تصرفاته.
آثار العنف الأسري
نتائج العنف الأسري لا تتوقف عند الضحية فقط، بل تمتد لتشمل المجتمع بأكمله. فالأطفال الذين يشهدون أو يتعرضون للعنف غالبًا ما يصابون باضطرابات نفسية، وفقدان الثقة بالنفس، وقد يتحولون في المستقبل إلى أشخاص عدوانيين أو منطوين على أنفسهم. كما يؤدي العنف إلى تفكك الأسر وزيادة معدلات الطلاق، مما يضعف النسيج الاجتماعي ويزيد من ظواهر الانحراف والجريمة.
حلول مقترحة للحد من العنف الأسري
لمواجهة هذه الظاهرة، لا بد من تكامل الجهود بين الأسرة والمجتمع والدولة، ومن أهم الحلول:
1. نشر الوعي الأسري والديني من خلال الإعلام والمدارس ودور العبادة، لترسيخ قيم الاحترام والتفاهم.
2. سنّ قوانين صارمة تُجرّم العنف داخل الأسرة وتضمن حماية الضحايا.
3. إنشاء مراكز دعم نفسي واجتماعي لتأهيل الضحايا والمعتدين نفسيًا وسلوكيًا.
4. تعزيز دور المؤسسات التعليمية في تعليم الأطفال مهارات الحوار وضبط الغضب.
5. تفعيل الخطوط الساخنة لتلقي الشكاوى بسرية وسرعة التدخل لحماية المتضررين.
إن مواجهة العنف الأسري مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة