لما يا قلبي عَرفتَ الهوا

من أغرقك وأغواك وعلمك الهوا
من أذابك و أذاقك الحب وأقنعك أنه سيد العاشقين وإمام المغرمين وبحبك أكتفى وأرتوى
من قال أنه لغيرك ما أشتهى والأمر عندك وأنتهى
من أقسم لك بأن رحابة الكون فى عينيه
وحجم السماء بين كتفيه
من عاهدك على البقاء ثم أرتحل
وقد عشقته مثلما تعشق الفلق
ولون السماء في الغسق
من تمنيت أن يرحل فيك وترحل إليه ويضمك قلبه في ذاك الليل حتى يداعب نور الصباح عينيك وزقزقة العصفور أذنيك
من هذا الراحل فيك الذى يبعثرك غيابه ويُدثرك حضوره
من طلب منك الحلم على ذاك الجواد الأبيض يحيطك بزراعيه يحملك بين نجوم السماء ويصالحك مع الأيام عندما تُساء
من اعلمك أنك بمجرد وصول حروفك إليه تدمع عيناه وتتهافت نبضاته شوقاً ولهفةً إليك
من علمك الصِيَامُ والعزوف عن غيره ومن أجلة كنت بعيد المنال و في عيناك تفنى الرجال وتموت فى قلبة كل النساء
من ذا الذى مُليئت به عشقاً حد البكاء و العمر يمرّ بدونه هباء ليتني التحرر من ذاك القيد وياليتني أقوى على الرحيل منك بل أني التزم تلك البقعة الصامتة المتحجرة كتحجر قلبي عن كل من هو سواك
فأرحل كيف شئت ساكناً أنت بين المسام
فهنيئاً لك هذا الإكتفاء , وهنيئاً لك هذا الإحتواء ..