إخراج أحمد بوجي
فيلم ”أولاد فراغ”: دراما شبابية تكشف صراعات طلاب الجامعات بين الهوية والضياع

يُسلط فيلم "أولاد فراغ" الضوء على واقع شريحة مهمة من شباب الجامعات، الذين يعانون من فراغ قاتل واضطرابات فكرية وسلوكية نتيجة غياب التوجيه والهدف، في قالب درامي واقعي يعكس التناقضات التي تعيشها هذه الفئة في المجتمع.
تدور أحداث الفيلم، من إخراج أحمد بوجي، حول مجموعة من طلاب الجامعة تختلف خلفياتهم الاجتماعية والفكرية، فمنهم الغني والفقير، المتدين والمتحرر، لكن يجمعهم عامل مشترك: فراغ الوقت، وما يترتب عليه من قرارات متسرعة، وأفعال غير محسوبة، تنتهي غالبًا بالتراجع السريع، ما يعكس حالة من التأرجح والضياع الداخلي.
يركز الفيلم على محاولات هؤلاء الشباب ملء أوقاتهم بأنشطة وسلوكيات لا تعود عليهم بالنفع، في ظل غياب منظومة دعم حقيقية من الأسرة أو المجتمع. ويطرح العمل تساؤلات هامة حول دور المؤسسات التعليمية والثقافية في احتواء هذه الفئة وتوفير البدائل الإيجابية لها.
بطولة الفيلم تضم نخبة من النجوم، في مقدمتهم أحمد حاتم، أحمد عادل، نرمين ماهر، وكمال أبو رية، إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة التي أضفت مصداقية على المشاهد وساعدت في تجسيد الحالة النفسية والاجتماعية التي يعيشها عدد كبير من شباب اليوم.
أحمد بوجي: رؤية إخراجية تعكس الواقع دون تجميل
يُعرف المخرج أحمد بوجي بأسلوبه الواقعي وجرأته في طرح قضايا اجتماعية تمس الشباب والأسرة. ويُعد "أولاد فراغ" من أبرز أعماله التي اختار من خلالها تسليط الضوء على التحديات المعاصرة التي تواجه طلاب الجامعات، مقدمًا رؤيته بعيدًا عن المبالغة أو الدراما المفتعلة.
تقييم النقاد: صدمة واقعية تفتح باب الحوار
حظي الفيلم بردود فعل متفاوتة من النقاد، حيث أشاد كثيرون بجرأته في طرح موضوع حساس كفراغ الشباب وغياب التوجيه، معتبرين أنه يطرح قضية مسكوت عنها بشكل صادق. وأثنوا على أداء الممثلين الشباب الذين قدموا أدوارهم ببساطة واقتناع. فيما رأى آخرون أن الفيلم كان بحاجة إلى تعميق المعالجة الدرامية في بعض المشاهد، لكنه يبقى تجربة تستحق التقدير لما تحمله من نَفَسٍ توعوي ورسالة اجتماعية واضحة.
"أولاد فراغ" لا يكتفي بعرض الواقع، بل يفتح نقاشًا واسعًا حول مسؤولية المجتمع في تشكيل وعي الشباب وتوجيه طاقتهم نحو ما ينفع، مؤكدًا أن أخطر ما قد يواجهه الجيل الجديد هو أن يعيش بلا هدف.