ألفت المزلاوي.. خمسة أعوام من العطاء بين أروقة البرلمان والشارع السوهاجي

مع اعلان الاستحقاقات الانتخابية الجديدة، يعود السؤال القديم المتجدد: من يمثل الشارع؟ ومن تُسقط عليهم القوائم المغلقة وأحكام الترضيات الحزبية؟ في الوقت الذي يترقب فيه الناخبون اختيارات تعكس تضحياتهم وتعبّر عن همومهم، تظهر حالة من الاستياء بسبب تغييب الوجوه التي أثبتت حضورًا حقيقيًا على الأرض، لصالح أسماء لم يعرف عنها المواطن شيئًا.
على مدى خمسة أعوام داخل البرلمان، شكّلت النائبة ألفت المزلاوي حالة خاصة في المشهد النيابي بسوهاج، حيث حرصت على أن تكون صوت الناس تحت القبة. لم تتوانَ عن تقديم طلبات الإحاطة، والمناقشات، والاقتراحات برغبة في قضايا عامة تمسّ حياة المواطن اليومية.
أما على صعيد الخدمات، فقد كان حضورها ملموسًا في تبنّي مشكلات عامة وطرحها أمام الجهات التنفيذية، فضلًا عن متابعتها الحثيثة لمئات القضايا الشخصية لأبناء الدائرة، ما بين الوزارات، والأقسام الشرطية، والمصالح الحكومية، في رحلة لم تتوقف ليلًا أو نهارًا.
#تقول المزلاوي في أحد تصريحاتها: "لم أتوقف أمام تكلفة السفر أو مشقة السهر، فقد كرست وقتي وجهدي ومالي من أجل أبناء دائرتي، وكانت خدماتي تمتد أحيانًا إلى أطراف المحافظة بأكملها."
#يصفها كثير من أهالي سوهاج بأنها نائبة "قريبة من الناس"، ويؤكدون أن أبوابها كانت مفتوحة دائمًا لمطالبهم. يقول أحد المواطنين: "لم نطرق بابها يومًا إلا وجدناها حاضرة، ساعية لحل مشاكلنا وكأنها جزء من كل بيت في الدائرة."
بينما يرى آخرون أن ما ميّزها لم يكن مجرد حضورها في البرلمان، بل إصرارها على أن تكون حلقة وصل حقيقية بين المواطن وصانع القرار، في وقتٍ كان فيه الناس يفتقدون إلى صوت يُنصت لهم بصدق.
#وفى الحقيقة لم تقتصر جهود النائبة ألفت المزلاوي على حضور شكلي داخل البرلمان، بل كانت فاعلة في القضايا العامة التي تهم الشارع السوهاجي. حيث قدمت عشرات طلبات الإحاطة لمناقشة أزمات التعليم والصحة والطرق، وسعت لطرح ملفات البنية التحتية المتعثرة على طاولة الوزراء والمسؤولين.ومن أبرز تدخلاتها:طلب إحاطة بشأن تأخر مشروعات الصرف الصحي في بعض المناطق بالدائرة ومناقشة أزمة تكدس الفصول الدراسية في المدارس الحكومية، والدفع نحو إنشاء مدارس جديدة.وطرح ملف نقص الأطباء والأجهزة الطبية في مستشفيات سوهاج العام والجامعي.
وطرح مشكلة نقل موقف جرجا والبلينا
#أما على المستوى الشخصي، فقد شكّل تواصلها المباشر مع الناس نقطة فارقة؛ إذ تبنّت مئات الحالات الفردية، وتدخلت لدى الجهات التنفيذية والأقسام الشرطية لإنهاء مشكلات عاجلة.
ومن الأمثلة التي يذكرها الأهالي:
التدخل لإنهاء مشكلات بطاقات التموين الموقوفة للأسر البسيطة.و متابعة إجراءات علاج حالات مرضية حرجة داخل وخارج سوهاج، بعضها على نفقة الدولة.كذلك السعي لتوفير فرص عمل للشباب عبر تواصلها مع بعض المصانع والشركات بالاضافة إلى تسهيل استخراج الأوراق الرسمية، وحل نزاعات محلية بالتنسيق مع أجهزة الأمن.
#وبحسب شهادات مواطنين، فقد كانت المزلاوي — طوال فترة عملها البرلماني بمثابة مكتب خدمات متنقل لم تتوقف أبوابه عن العمل، الأمر الذي عزز رصيدها الشعبي وجعلها قريبة من الناس.
#ورغم هذا التاريخ الممتد من الجهد والتواصل والتضحيات، تغيب مثل هذه الشخصيات أحيانًا عن قوائم الاختيار لصالح حسابات حزبية ضيقة أو مصالح شخصية.
#وهنا يظل السؤال مشروعًا: لماذا لا يكون الاختيار لمن ضحّوا من أجل الناس، وحازوا على ثقة الشارع بجهدهم وعرقهم؟
إن البرلمان لا يحتاج إلى وجوه تبحث عن وجاهة أو منصب، بل إلى من حمل هموم الناس يومًا بيوم، وجعل من مقعده النيابي وسيلة خدمة لا غاية شخصية.