فرحة TV
الأربعاء 17 سبتمبر 2025 02:41 صـ 23 ربيع أول 1447 هـ
فرحة TV
رئيس مجلس الادارةوليد أبو عقيلرئيس التحريرسيد عبد النبي
مؤسسة فرحة الإعلامية تهنئ الإعلامية مهى سالم رئيس قسم المرأة بعيد ميلادها المطرب السوري أيمن سليمان يستعد لطرح ألبومه الجديد ”بحبك موت” “چافلين ترافيل” تعزز ريادتها في خدمات الحج والعمرة والسياحة العالمية عويضة الأسواني وإخوته... أيقونة الإتقان في عالم البناء قصة قصيرة: رؤيا الكلب العقور. الفنانة المغربية أمنية تطلق أغنيتها الجديدة “هي كيميا” مزيج من الإحساس والإبداع وتؤكد تفردها الفني كلية التجارة جامعة أسيوط تطلق برامج جديدة للدراسات العليا المهنية شركة ”RAKICT” تحصل على اعتماد نقابة المهندسين المصرية كمركز تدريب معتمد في دورات التكنولوجيا الحديثة محمود حجاج لـ”ابن البلد”: ”الإعلام الصناعي” يفك شفرة الاستثمار ويحل مشاكل القطاعات الإنتاجية.. ويستشهد بـ”فيسبوك” و”أوبر” كنماذج للابتكار. جامعة القاهرة و”روش” تفتتحان المعمل الرئيسي لقسم الباثولوجيا الإكلينيكية بمستشفى المنيل الجامعي بعد تجهيزه بأحدث حلول التشغيل الآلي ✨ “ختام استثنائي يليق بالكبار… بانوراما الكاراتيه بسوهاج تكتب فصلًا جديدًا من المجد والتألق” تألق اليوم الثاني لدورة المدربين للكاراتيه بمنطقة سوهاج

من تونس إلى العالم: قصص لا ترويها الأخبار العاجلة

تونس ليست مجرد بلد يمر بأحداث سياسية أو أخبار تتغير بسرعة.

خلف كل عنوان عاجل، هناك قصص إنسانية تبقى بعيدة عن الضوء، لكنها تحمل الكثير من الإلهام والأمل.

هناك شباب يصنعون فرقًا في مجتمعهم، وفنانون يقدمون صورة جديدة للبلاد، ومبادرات صغيرة تترك أثرًا كبيرًا على المستوى العالمي.

في هذا المقال سنأخذكم في رحلة عبر حكايات تونسية أصيلة تعكس الإبداع، التضامن، وروح الانفتاح التي يتميز بها الشعب التونسي.

بعيدًا عن صخب الأخبار اليومية، نكشف وجوهًا أخرى لتونس تستحق أن تُروى للعالم.

نافذة جديدة: كيف يكتشف العالم تونس بعيدًا عن الأخبار العاجلة

الإعلام التقليدي يضع تونس غالبًا تحت المجهر عندما يتعلق الأمر بالأحداث السياسية أو التوترات الاجتماعية.

لكن الصورة الكاملة للبلاد أوسع من ذلك بكثير، إذ توجد طرق غير تقليدية يتعرف بها العالم على الوجه الحقيقي لتونس.

الفنون البصرية والموسيقى المعاصرة صارتا وسيلتين فعالتين لإيصال نبض الشارع التونسي إلى جمهور عالمي.

رياضة كرة القدم، خاصة عند تصفيات كأس العالم أو بطولة أفريقيا، تخلق موجة من الحماس وتجعل ملايين المشاهدين يتابعون تونس بإعجاب.

ما أثار انتباهي شخصيًا هو كيف أصبحت المبادرات الرقمية جزءًا أساسيًا في هذا الانفتاح الثقافي.

منصات رقمية محلية مثل كازينو تونسي اون لاين تقدم نموذجًا ملموسًا لهذا التطور، إذ تعكس اهتمام الجيل الجديد بالتقنية والترفيه العصري بأسلوب متجدد يتماشى مع الذوق العالمي.

هذه المنصات لا تسهم فقط في جذب الزوار الافتراضيين بل تفتح أيضًا المجال أمام الحوار بين الثقافات وتبادل الأفكار خارج الأطر التقليدية للإعلام والأخبار العاجلة.

أحد الأمثلة التي لاحظتها أن حضور هذه المبادرات على وسائل التواصل الاجتماعي صار علامة واضحة على حيوية المجتمع الرقمي في تونس ورغبته في التواصل مع العالم بلغاته وإيقاعاته المختلفة.

ملاحظة: حتى منصات الألعاب والترفيه، التي كانت تُعتبر هامشية قبل سنوات قليلة، باتت الآن جزءًا من قصة تونس الحديثة وجسرًا يربطها بالأسواق العالمية وبتجارب الشباب حول العالم.

حكايات ريادية: شباب تونسيون يصنعون التغيير

خلف العناوين السياسية الصاخبة، تظهر قصص ملهمة لشباب تونسيين يغيّرون وجه البلاد بهدوء وإبداع.

هؤلاء لا ينتظرون الفرص، بل يصنعونها بأنفسهم، مستفيدين من التكنولوجيا والمعرفة الحديثة لتقديم حلول تواكب احتياجات المجتمع وتلهم غيرهم.

من منصات رقمية تربط تونس بالعالم، إلى مشاريع اجتماعية تقاوم التحديات اليومية، يبرهن هذا الجيل أن الطموح والعمل الجاد قادران على كسر الحواجز وتحويل الأفكار الصغيرة إلى نجاحات كبيرة.

من فكرة إلى مشروع عالمي

تخيل شابًا تونسيًا يجلس في مقهى شعبي بالعاصمة يحمل حاسوبه البسيط ويخطط لإطلاق مشروعه الأول.

رغم ضعف الموارد وكثرة العقبات، استطاع تحويل فكرته إلى منصة رقمية رائدة تقدم خدمات تعليمية لأكثر من 20 ألف مستخدم في أوروبا وشمال أفريقيا.

ما يميز هذه التجربة هو روح الإصرار والتعلّم المستمر—فكل تحدٍ كان سببًا لنمو جديد، وكل إخفاق فرصة للتطوير.

اليوم صار نموذج هذا الشاب مصدر إلهام لجيله: النجاح لا يحتاج إمكانيات ضخمة بقدر ما يتطلب رؤية واضحة وقدرة على التكيّف مع التغيرات السريعة.

المرأة التونسية في قلب الابتكار

في المشهد الريادي بتونس، كثيرًا ما تبرز أسماء نسائية كسرت الصور النمطية وحققت نجاحات لافتة محليًا ودوليًا.

إحدى رائدات الأعمال أسست تطبيقًا يُسهّل وصول النساء الريفيات للخدمات الصحية عبر الهاتف الذكي، وسرعان ما حصد المشروع جوائز دولية وفتح فرص شراكة خارج البلاد.

هناك أيضًا مبادرات تقودها مهندسات وفنانات جمعت بين التقنية والإبداع لخدمة قضايا بيئية واجتماعية كانت مهمّشة لسنوات طويلة.

هذه النماذج النسائية لا تثبت فقط أن المرأة التونسية قادرة على المنافسة عالميًا، بل تشكّل أيضًا حلقة وصل بين الحداثة والجذور المحلية الأصيلة.

الثقافة التونسية: جسر بين الماضي والحاضر

الثقافة في تونس ليست حكاية محفوظة في الكتب أو المتاحف فقط.

هي نبض يتجدد في الشوارع والمقاهي والبيوت، حيث تجد كل جيل يضيف لمساته الخاصة على إرث الأجداد.

التونسيون عرفوا كيف يصنعون لأنفسهم مكانة عالمية عبر الفنون والموسيقى وحتى المطبخ، ويجعلون من تراثهم بطاقة تعريف حديثة تحملها مواهبهم إلى الخارج.

من شارع الحبيب بورقيبة إلى مقاهي باريس ونيويورك، تجد إشارات واضحة لثقافة تونس التي تعبر الحدود بسهولة.

فنون الشارع: لغة الشباب الجديدة

تونس اليوم لم تعد تكتفي بالمسارح وصالات العرض الرسمية.

صار الشارع هو المنصة الأكثر حضورًا لجيل جديد يريد أن يسمع صوته بحرية ويبدع بلغته الخاصة.

انتشار الجداريات الملونة على جدران العاصمة وأحياء سوسة وصفاقس يعطي للمدن روحًا معاصرة ووجهًا نابضًا بالتجديد.

عروض الهيب هوب والتجارب الموسيقية البديلة تحولت إلى مهرجانات مصغرة تجمع الشباب وتمنحهم مساحة للتعبير عن أفكارهم دون قيود.

حتى السياح صاروا يتوقفون لالتقاط الصور مع أعمال فنية تحمل توقيع فناني الشارع التونسيين، وبعضها أصبح رمزًا لهوية المدينة نفسها.

المطبخ التونسي: نكهات تتخطى الحدود

وصفات الكسكسي والهريسة لم تعد أسرارًا داخل البيوت فقط، بل باتت عناوين مطاعم تونسية في روما وبرلين ودبي، يقصدها الباحثون عن الأصالة والنكهة الفريدة.

طهاة تونسيون شباب أعادوا تقديم وصفات الجدات بلمسة معاصرة ونقلوا المذاق المحلي إلى قوائم الطعام العالمية.

في كل طبق يقدمونه هناك قصة عن ذاكرة العائلة وروح الضيافة وحب الابتكار الذي يميز الثقافة التونسية عن غيرها.

اليوم أصبحت الأكلات الشعبية مثل البريك والسلاطة المشوية تجذب الذواقة حول العالم وتعيد رسم صورة تونس كوجهة تجمع بين التقاليد والحداثة في طبق واحد.

تونس الرقمية: ابتكارات تضع البلاد على الخريطة العالمية

التحول الرقمي في تونس لم يعد حكرًا على الشركات الكبرى أو المؤسسات الحكومية فقط.

اليوم، نشهد موجة متصاعدة من المبادرات الرقمية التي يقودها شباب وأفراد لديهم شغف بالتغيير.

هذه التجارب تجاوزت الحدود الجغرافية، وربطت تونس بالعالم بأفكار وحلول عصرية.

ما لفت انتباهي شخصيًا هو كيف أن مشاريع بسيطة بدأت من غرف صغيرة استطاعت الوصول إلى مستخدمين في دول مختلفة، وأثرت فعليًا في حياة الناس اليومية.

منصات تعليمية تونسية تصل للعالم

خلال السنوات الأخيرة، أطلق رواد أعمال تونسيون منصات تعليمية رقمية وفرت فرص تعلم جديدة لمن يصعب عليهم الوصول إلى الجامعات أو الدورات التقليدية.

أحد الأمثلة البارزة منصة جمعت بين محتوى محلي باللغة العربية ودروس في البرمجة واللغات والإدارة.

ما أعجبني هنا أن كثيرًا من الطلاب الأفارقة اعتمدوا على هذه المنصات لدراسة تخصصات حديثة عن بعد وبأسعار رمزية، وهو ما فتح أمامهم آفاق عمل جديدة.

حتى خلال جائحة كورونا، لعبت هذه المبادرات دورًا أساسيًا في استمرار العملية التعليمية دون توقف يذكر.

الابتكار في مواجهة التحديات الاجتماعية

لا يمكن الحديث عن التحول الرقمي دون الإشارة إلى التطبيقات والمشاريع التقنية التي عالجت مشاكل اجتماعية مزمنة في تونس.

مثلاً، شهدنا إطلاق تطبيقات ساعدت العاطلين عن العمل في إيجاد فرص مناسبة بسرعة أكبر عبر الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات المحلية.

كما ظهرت منصات لتقديم الاستشارات الطبية عن بعد، استفاد منها سكان المناطق الداخلية الذين يعانون عادة من نقص الخدمات الصحية المتخصصة.

حتى قطاع النقل شهد تغييرات بفضل حلول تقنية خفّضت أوقات الانتظار وسهلت حركة التنقل داخل المدن وخارجها، لتصبح تجربة المستخدم أكثر سلاسة مما كانت عليه قبل خمس سنوات فقط.

خاتمة

تونس ليست مجرد محطة للأخبار العاجلة أو عناوين عابرة في شريط الأحداث.

خلف كل عنوان هناك حكايات إنسانية، أفكار جديدة، وشخصيات تصنع الفرق كل يوم بعيدًا عن الأضواء.

هذه القصص الصغيرة ترسم صورة بلد يؤمن بأحلامه، ويواصل البناء والتجدد رغم كل التحديات.

من خلال المبادرات والمواهب التي تعرفنا عليها، يظهر وجه تونس الحقيقي: مجتمع ينبض بالحياة والطموح والانفتاح على العالم.

هذه النماذج تستحق أن تروى وأن تكون مصدر إلهام لكل من يعتقد أن حدود النجاح مرسومة سلفًا.