فرحة TV
الأحد 15 يونيو 2025 09:44 صـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
فرحة TV
رئيس مجلس الادارةوليد أبو عقيلرئيس التحريرسيد عبد النبي
الحسن عادل يتصدر التريند بأغنيته الجديدة ”مش سالكين” على يوتيوب مصر مراكش تستعد لاحتضان الدورة 54 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية بعد غناء هشام عباس بالهندى.. يحيي علاء يتعاون مع kaka في أغنية تجمع بين الهندية والعربية الفنان حسام بسيوني يحتفل بخطوبة ابنته سارة في أجواء عائلية بعيدة عن الأضواء ”مسجد الخضراوي ” ينظم قوافل طبية باسعار رمزيه وصرف ادويه مجانيه ” وكيل تعليم سوهاج :٣٢٠١٨ طالب وطالبة يؤدون امتحان شهادة الثانوية العامة غداً بسوهاج قراءة في رواية ”هل يحلم الروبوت بالخراف الكهربائية؟” في حب محمد عبد الشافي ”شيفو” الاسطورة الحقيقية حلبة كورنيش جدة تشهد اليوم ختام منافسات الجولة (3) والأخيرة من بطولة السعودية تويوتا كسر الزمن 2025م الدكتورة إنعام الدرسي تقود مؤتمر ”المرأة العربية: قيادة وريادة” في القاهرة الشركة الدولية للتدريب والاستشارات تنظم مؤتمر المرأة العربية: ريادة وتمكين محمود حجاج : تأثير الإعلام والإعلان على الصناعة والاستثمار وريادة الأعمال

حكاية كعك العيد في مصر.. تاريخ ممتد بين الفاطميين والإخشيديين

"كعك العيد" أو كما يُعرف باللهجة المصرية "كحك العيد"، ليس مجرد حلوى تُقدَّم في عيد الفطر، بل هو طقس اجتماعي متوارث يعكس عراقة التراث المصري وامتداد جذوره عبر التاريخ. فمنذ القِدم وحتى اليوم، لا تخلو البيوت المصرية من جلسات إعداد الكعك، حيث تجتمع العائلات لصناعته، في مشهد يتكرر كل عام ويؤكد ارتباط المصريين الوثيق بهذا التقليد العريق.

جذور فرعونية وأسبقية إخشيدية

يرى باحثون أن كعك العيد ليس حديث العهد، بل تعود أصوله إلى مصر الفرعونية، حيث وُجدت نقوش ورسوم على جدران المعابد تُظهر تقديم الكعك ضمن القرابين للآلهة. وعلى مر العصور، ظل الكعك حاضراً في الموروث الشعبي، لكنه بلغ ذروته في العهدين الإخشيدي والفاطمي.

ورغم أن الفاطميين يُعرفون بأنهم أول من نظّم عملية صُنع كعك العيد على نطاق واسع، حيث أنشأوا له إدارة حكومية عُرفت بـ"دار الفطرة"، فإن بعض الباحثين، ومنهم حسن عبدالوهاب، يؤكدون أن الدولة الإخشيدية سبقتهم في العناية بالكعك، مستدلين بروايات تاريخية عن الوزير الإخشيدي أبي بكر محمد بن علي المادرائي، الذي صنع كعكًا محشوًا بالدنانير الذهبية، فيما عُرف حينها بكعك "افطن له"، في إشارة إلى ضرورة الانتباه لما يحويه من مفاجآت ثمينة.

الكعك في عهد الفاطميين.. صناعة مزدهرة

مع مجيء الفاطميين، تحوّل كعك العيد إلى عادة أكثر انتشاراً، حيث اهتم الحكام بصناعته وتوزيعه على العامة، وجعلوا "دار الفطرة" مسؤولة عن تحضير كميات ضخمة منه، وكان يُنفق عليها آلاف الدنانير. وقد ترك الفاطميون بصمة واضحة على صناعة الكعك، لدرجة أن بعض طباخيهم استمروا في العمل داخل القصور الأيوبية بعد زوال دولتهم، ومن بينهم طاهية اشتهرت بكعكها اللذيذ، فصار يُعرف باسمها: "كعك حافظة".

كعك العيد.. تقليد مستمر عبر العصور

لم يكن كعك العيد مجرد حلوى للأغنياء، بل اعتُبر أيضًا وسيلة للتكافل الاجتماعي، حيث حرصت بعض الوقفيات الإسلامية على توزيعه على الفقراء واليتامى. وظلت هذه العادة قائمة حتى العصر الحديث، إذ تُقدم أطباق الكعك كهدية بين الجيران، ويتباهى المصريون بإجادة صنعه، كما ذكر المؤرخ محمد بن السعودي الخياط، الذي وثّق عادة تقديم أطباق الكعك بين سكان القاهرة في القرن الرابع عشر الميلادي.

واليوم، لا تزال الأسواق المصرية تزدحم بالكعك قبيل عيد الفطر، حيث يتنافس صانعوه في تزيينه ونقشه باستخدام القوالب التقليدية، وبعضها محفوظ في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة. وهكذا، يظل كعك العيد شاهدًا على تواصل الأجيال، وجزءًا لا يتجزأ من الهوية المصرية، التي تستمر في الاحتفاء بموروثها رغم تعاقب العصور.