فرحة TV
الأربعاء 17 سبتمبر 2025 12:17 صـ 23 ربيع أول 1447 هـ
فرحة TV
رئيس مجلس الادارةوليد أبو عقيلرئيس التحريرسيد عبد النبي
مؤسسة فرحة الإعلامية تهنئ الإعلامية مهى سالم رئيس قسم المرأة بعيد ميلادها المطرب السوري أيمن سليمان يستعد لطرح ألبومه الجديد ”بحبك موت” “چافلين ترافيل” تعزز ريادتها في خدمات الحج والعمرة والسياحة العالمية عويضة الأسواني وإخوته... أيقونة الإتقان في عالم البناء قصة قصيرة: رؤيا الكلب العقور. الفنانة المغربية أمنية تطلق أغنيتها الجديدة “هي كيميا” مزيج من الإحساس والإبداع وتؤكد تفردها الفني كلية التجارة جامعة أسيوط تطلق برامج جديدة للدراسات العليا المهنية شركة ”RAKICT” تحصل على اعتماد نقابة المهندسين المصرية كمركز تدريب معتمد في دورات التكنولوجيا الحديثة محمود حجاج لـ”ابن البلد”: ”الإعلام الصناعي” يفك شفرة الاستثمار ويحل مشاكل القطاعات الإنتاجية.. ويستشهد بـ”فيسبوك” و”أوبر” كنماذج للابتكار. جامعة القاهرة و”روش” تفتتحان المعمل الرئيسي لقسم الباثولوجيا الإكلينيكية بمستشفى المنيل الجامعي بعد تجهيزه بأحدث حلول التشغيل الآلي ✨ “ختام استثنائي يليق بالكبار… بانوراما الكاراتيه بسوهاج تكتب فصلًا جديدًا من المجد والتألق” تألق اليوم الثاني لدورة المدربين للكاراتيه بمنطقة سوهاج

حكاية كعك العيد في مصر.. تاريخ ممتد بين الفاطميين والإخشيديين

"كعك العيد" أو كما يُعرف باللهجة المصرية "كحك العيد"، ليس مجرد حلوى تُقدَّم في عيد الفطر، بل هو طقس اجتماعي متوارث يعكس عراقة التراث المصري وامتداد جذوره عبر التاريخ. فمنذ القِدم وحتى اليوم، لا تخلو البيوت المصرية من جلسات إعداد الكعك، حيث تجتمع العائلات لصناعته، في مشهد يتكرر كل عام ويؤكد ارتباط المصريين الوثيق بهذا التقليد العريق.

جذور فرعونية وأسبقية إخشيدية

يرى باحثون أن كعك العيد ليس حديث العهد، بل تعود أصوله إلى مصر الفرعونية، حيث وُجدت نقوش ورسوم على جدران المعابد تُظهر تقديم الكعك ضمن القرابين للآلهة. وعلى مر العصور، ظل الكعك حاضراً في الموروث الشعبي، لكنه بلغ ذروته في العهدين الإخشيدي والفاطمي.

ورغم أن الفاطميين يُعرفون بأنهم أول من نظّم عملية صُنع كعك العيد على نطاق واسع، حيث أنشأوا له إدارة حكومية عُرفت بـ"دار الفطرة"، فإن بعض الباحثين، ومنهم حسن عبدالوهاب، يؤكدون أن الدولة الإخشيدية سبقتهم في العناية بالكعك، مستدلين بروايات تاريخية عن الوزير الإخشيدي أبي بكر محمد بن علي المادرائي، الذي صنع كعكًا محشوًا بالدنانير الذهبية، فيما عُرف حينها بكعك "افطن له"، في إشارة إلى ضرورة الانتباه لما يحويه من مفاجآت ثمينة.

الكعك في عهد الفاطميين.. صناعة مزدهرة

مع مجيء الفاطميين، تحوّل كعك العيد إلى عادة أكثر انتشاراً، حيث اهتم الحكام بصناعته وتوزيعه على العامة، وجعلوا "دار الفطرة" مسؤولة عن تحضير كميات ضخمة منه، وكان يُنفق عليها آلاف الدنانير. وقد ترك الفاطميون بصمة واضحة على صناعة الكعك، لدرجة أن بعض طباخيهم استمروا في العمل داخل القصور الأيوبية بعد زوال دولتهم، ومن بينهم طاهية اشتهرت بكعكها اللذيذ، فصار يُعرف باسمها: "كعك حافظة".

كعك العيد.. تقليد مستمر عبر العصور

لم يكن كعك العيد مجرد حلوى للأغنياء، بل اعتُبر أيضًا وسيلة للتكافل الاجتماعي، حيث حرصت بعض الوقفيات الإسلامية على توزيعه على الفقراء واليتامى. وظلت هذه العادة قائمة حتى العصر الحديث، إذ تُقدم أطباق الكعك كهدية بين الجيران، ويتباهى المصريون بإجادة صنعه، كما ذكر المؤرخ محمد بن السعودي الخياط، الذي وثّق عادة تقديم أطباق الكعك بين سكان القاهرة في القرن الرابع عشر الميلادي.

واليوم، لا تزال الأسواق المصرية تزدحم بالكعك قبيل عيد الفطر، حيث يتنافس صانعوه في تزيينه ونقشه باستخدام القوالب التقليدية، وبعضها محفوظ في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة. وهكذا، يظل كعك العيد شاهدًا على تواصل الأجيال، وجزءًا لا يتجزأ من الهوية المصرية، التي تستمر في الاحتفاء بموروثها رغم تعاقب العصور.